ان معركة الحق والباطل قائمة منذ بداية الخلق الى قيام الساعة لحكمة لا يعلمها الا الله ...
فلقد وجد المنافقون في كل الاوقات وكانوا يستهزؤون بالانبياء .. وممّا يؤسَف له ما يقَع فيه بعضُ المنتسبِين إلى الإسلام ؛ إمّا مِن طريق السّخريَة والهَزل ، أو من طريق الجِدِّ والعياذ بالله ، يقعون في الاستهزاء بالله ، في الاستهزاء بسنّة رسول الله ، في السُّخرية بأهلِ الإيمان ، في الاستهزاء بشرع الله ، بأوامر الله ونواهي الله · فترى بعضَهم ـ والعياذ بالله ـ يتفوّه بألفاظٍ قبيحة ، فيها سخرية بالخالِق جلّ وعلا ، فيها انتقاصٌ لربّ الأرباب ، ويتكلّم بكلماتٍ فيها سُخرية بمحمّد ، وفيها استهزاء بسنّته ، واستهزاء بالمتَّبعين والمقتفين أثرَه · وتراه أحياناً يسْخر بأوامرِ الإسلام ونواهِي الإسلام ، ويستهزئ بها ، ويسخَر بها ، ولا يقيم لها وزناً · هذا يدلّ على نفاقٍ في القلب ، على مرضٍ في القلب ؛ {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً } النساء145 ".. وقال تعالى " {الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } التوبة67 ... إذ لو كان مؤمناً حقّاً لقدر الله حقَّ قدره ، قال تعالى في حقّ أولئك : {وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ } [الأنعام : 91] ، فالذي يقدر الله حقّ قدرِه هو المؤمِن به ، المعظِّم لأوامِره ونواهيه ، هو الذي يديم ذكرَ الله والثناءَ على الله وتنزيهَ الله عمّا لا يليق به مِن العيوب والنّقائص · والمؤمن حقّاً يُعظِّم رسولَ الله ، يعظّم سنّته ، يعظّم أوامرَه ونواهيَه ، يعظِّم أهلَ الإيمان ، ويوالي أهلَ الإيمان ، يعظّم هذه الشريعة ، ويعمَل بها ، ويعتقِد كمالَها وشمولها · اخوتي في الله ، إنّ الاستهزاءَ بالإسلام مرضٌ في القلب ، يدلّ على فسادِ القلب ، وعلى ذهابِ الإيمان مِن القلب ؛ إذ لو كان في القلب إيمان حقّاً لما صار هذا الاستهزاءُ منه · ايها الاحبة في الله : قد ينام الحق لفترة من الزمن ... ولكن الحق لا يموت ابدا لان الله غالب على امره اخوة الايمان إنّ الاستهزاءَ بأهل الإيمان خُلُقِ أعداء الرسُل منذ بُعِثوا إلى أن خُتِموا بمحمّد ، فقد ذكر الله عن قوم نوحٍ بقوله: { قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ } [هود: 38]، فهم سخِروا بنوح ، وقالوا له : { وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ } [هود: 27]، فوصَفوا أتباعَ نوحٍ بأنّهم الأراذلُ قليلو الفكرِ والمَعرفة ، وهكذا بعض المنافقين يَصِف أهلَ الإيمان والمتمسّكين بهذه الشريعة والعاملين بها يصِفهم بالرّجعية أحياناً ، وبأهل التخلُّف أحياناً ، وبأنّهم لا بصيرةَ عندهم ولا رأيَ ولا رويّة في أمورهم · أيّها الكاتِب المسلم ، اتّقِ اللهَ فيما يخطّ قلمُك ، فكَم نقرأ في كثيرٍ من بعضِ الصّحف لبعض الكُتّاب ـ هدانا الله وإيّاهم ـ سخريةً بشرع الله ، سُخريةً بالحِجاب ، سُخريةً بأحكامِ الشرع ، سخريةً بآدابِ الإسلام ، ولا يدري أولئك أنّ هذه المقالاتِ مقالاتٌ خطيرة تنقلهم من ملّة الإسلام ـ والعياذ بالله ـ إن لم يتداركهم ربُّهم بتوبةٍ نصوح وإنابة اليه ورجوعٍ ، ويتوب الله على مَن تاب · فليحذرِ المسلم مِن أن يزلَّ لسانُه بأمرٍ يندَم عليه ، وكم من كلماتٍ قالت لصاحبِها : { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } [ق: 18] ، فأنت محاسَب على أقوالك وأعمالك ، { يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } [النور : 24]· العَيبُ لأهل الإسلام والسّخرية بأهل الإسلام أخلاقُ الكافرين والمنافقين · أمّا المؤمن حقّاً فهو يُعظِّم الإسلامَ وأهلَه ، يعظّم هذه الشريعة ، ويحبّها ويحبّ آدابها ، ويحمَد الله أن ثبّته عليها · أسأل الله لي ولكم الثباتَ على الحقّ والاستقامةَ على الهدى · أقول قولي هذا ، وأستغفِر الله العظيمَ الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كلّ ذنب ، فاستغفروه وتوبوا إليه ، إنّه هو الغفور الرحيم · لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين ...