في عزّ دين الشّوب، والشّمس كإنها بدها تفأع من كتر ما هي معصّبة لحتى عملت الأرض متل المألاي ونازلة شوي بكل شي عليها، والناس مش مستوعبة إنها اشي من جهنّم اللي ما فيها هوا ولا حتى غيوم لتريّح شويّ، كانت هديّة -إم مِحِمّد- بتِطلّع من شباك السّيارة والعرق بشرشر شرشرة من راسها اللي زي عكنو فالتة فيه حنفية، والهوا السُّخُن المحروء بيضرب بوجهها وبنشّفلها ريئها أكتر، وهي نازلة بصبصة على الخلق، وفجأة شافت هالشوفة وعدمت عألها: - ولك مِحِمّد بَحّر بَحّر. - خير يمّا شوفي !!. - ولك بحّر شوف هالمجنون شو عامل مسكّر على حالو شبابيك السيّارة، يمّا هسّا بموت خَنِك الحكو الحكو. - هي هي هي لأ يمّا شو بتحكي، هاد مشغّل الكونديشن. - كو كو كوشن وشو هاض الكوشن يما !! - هي هي يمّا هاد موجود بالسّيارات الجديدة وبيجيب هوا بارد. – هوا بارد بهالشوب !! كنّك نجنيت يمّا من وين بدّو يجي !!. فجأة إم مِحِمّد شافت شبابيك السّيارة بتسكر. - ولك مِحِمّد شو هاض شو بصير هسّا بنموت هسّا بننخنك. - صبرك يمّا ما تخافي. وصار يطلع من جوّا السّيارة الهوا البارد. - يا ساتر يا ساتر أعوذ بالله من الشيطان، شو هاض يمّا !!، من وين بيطلع هاض !!. - هي هي هي، لأ يمّا شو أعوذ بالله كولي الحمد لله على هاي النّعمة. سكتت شوي إم مِحِمّد واتطلعت من الشّباك وشافت إنو أغلب السّيارات هيك، السّيارات آخر موديل والشبابيك مفتوحة والنّاس بتمسّح بالعرق تمسيح وبتنفّخ من الشّوب تنفيخ، وبعديها اتطلعت على مِحِمّد وحكت: ولك يا بنيّي لمّا هو في هاي النّعمة ليش مخلينا نشرشر من الشّوب ومش مشغلها ها !!. - آه يمّا، مهو مهووو، مممم. - مهو شو كللي تشوف..
كم نحن أغبياء، فحينما صنّعنا الله أوجد في ثنايانا الآف المزايا والقدرات، ثم نتجاهل وجودها لحد النسيان، أو حتى لا نعلمها، هي فينا بحاجة للخروج قبل فوات الأوان، لمَ نخزنها !! ليومٍ أغبر !! لا والله فهذا ضحك على النفوس، لن يضعف السيارة هواء بارد تبثه فقد وجد فيها للاستعمال.، إنما سيضعفها أفكار جنونية بتجاهله هناك لحد التعفن بدون استعمال.
افتح -كوندشنك- فقد آن الأوان ..
أخرج كل ما فيك فالدهر يومان..
اجعل أثرك الوضاء على الكل القريب والبعيد بلمسة خاصة،
أقفل شبابيك الظمأ واصنع عالمك الوثير.
فأنت لها حتماً