في احدي البلاد كانت هناك فتاة شابة وكان حظها من الجمال قليل
ومثل باقي البنات أرادت أن تكون جميلة فتحظي بفارس أحلامها الذي تتمناه
فأخبرتها أحدي صديقاتها أن هناك رجل حكيم في آخر البلاد قد يستطيع مساعدتها
فذهبت إليه
وأخبرته أنها تريد أن تصير جميلة مثل باقي قريناتها
فسكت الحكيم بضع لحظات
ثم قال لها :بأمكاني أن أجعلك أجمل نساء البلدة_فتهللت أساريرها_ ولكن هناك مقابل
عليك أن تختاري ميزة تملكيها لتتنازلي عنها مقابل الجمال الذي تتمنيه
انصرفت الفتاة وهي تفكر في المقابل الذي ستدفعه حتى تصير أجمل نساء البلدة
هل سيكون المقابل صحتها
ولكن كيف لها أن تنعم بجمالها وهي مريضة عليلة
أم سيكون المقابل عقلها وحسن تدبرها للأمور
ولكن ما فائدة جمالها إذا كانت بلهاء حمقاء
فإذا كان الجمال زينة فالعقل أيضا زينة
إذا فليكن المقابل عملها الذي يغنيها عن الناس ويوفر لها حياة كريمة
لكنها إذا تنازلت عنه ستصير عالة علي الآخرين
ولن يشفع لها جمالها أن يتكفل بها غيرها
ففكرت أن يكون المقابل الأمان الذي تنعم فيه مع أهلها وأحبائها
لكن بدون الأمان لن يرتاح بالها وسيصير الشارع مستقرها
وسيضيع جمالها هباءا بين الطرقات
أم سيكون المقابل هو طيبة قلبها الذي يجعلها تحنو علي الآخرين
لكن اذا قسي قلبها سينفر الجميع منها و لن ينفعها جمالها بشيء
احتارت الفتاة وعادت للحكيم مرة أخري
تخبره أنها لا تستطيع أن تقدم له مقابل
لأن ما تملكه من مميزات أشياء ضرورية لا تستقيم حياتها بدونها
ابتسم الحكيم
وقال لها:بعض الأشياء نتصور لو أنها تحققت لنا لصارت حياتنا أفضل
إلا أن حياتنا تنقلب رأسا علي عقب عندما ننال هذه الأشياء
لأننا سنكون قد دفعنا أمامها مقابل ما
فبدلا من أن ننظر إلي ما ينقصنا فيمنعنا ذلك من الاستمتاع بحياتنا
علينا أن نحمد الله أن رزقنا الخير الكثير واختار لنا ما ينفعنا
.