يدأبُ اللوزُ على التبرعم مع إطلالة آذار، وتدأبُ معه براعم تفتحنا عقب شتاءٍ، أمطارٍ وانهمار، فيطلُ ضوءٌ من بين الأشهر، حاملاً بين أصابعه الرقيقة مناسبات لوزية ،
تتحول إلى طقوس احتفالية، على رأسها يوم المرأة العالمي في الثامن من آذار، الذي بتدحرجه سنة تلو سنة تزداد فيه النساء المنضمات إلى قائمة الانجازات والنجاحات.
يشهد مجتمعنا العربي في حراكه الاجتماعي تطوراً أفقيًا وعموديًا على صعيد الانجاز النسائي، فتبدو مشاركة المرأة في المحافل الاجتماعية، السياسية والثقافية أكثر وضوحاً متآزرًا بظل إعلامي قادر على إعطاء المرأة منبرها الحق الذي يواكب مسيرة انجازها، نجاحها وأحيانا صوتها المبلل بالدموع وقلة الحيلة، فيقدم النساء كقصة تحدٍ ونجاحٍ ومثابرة غير مفهومة ضمناً نظرًاً للظروف الاجتماعية التي تعيشها في الوسط العربي، ولأننا حالة استثنائية بين الشعوب، كبنات أقلية أصلانية تربطنا علاقة رحم بالأرض التي ولدتنا وأرضعتنا وكبرنا على ترابها.
في حين تتتوج النساء عالمياً في الثامن من آذار الذي يرصد الكلمة من حناجر نساء متمكنات بتآزر طاقاتهن وإبداعهن وتعبهن في باقة من الالتئام والوئام، فيتحول إلى احتفالٍ تسمو به القيم نحو غدٍ طلائعي أفضل من أيامٍ خلت من المعاناة وعدم التمثيل ورفع المكانة.
وحقاً، تقف المرأة في المجتمع العربي اليوم مثقفة واعية لحقوقها وواجباتها , مناضلة من أجل تحقيق كيان قوامه العدل والاستقامة والمساواة لتحقيق غدٍ أفضل، مشاركة في صنع القرار، مواكبة لركب حضارة، مساهمة في بناء مجتمع، أم، زوجة وابنة. تقف جنبًا إلى جنب وربما تقف بجدارة لوحدها تزرح تحت شمس الحياة لا يحميها فيءٌ من حرارة الظلم. تحيه لوزٍ مخضرٍ بالحب إلى جميع النساء اللواتي لا يقبلن العنف ضدهن، ينهضن للدفاع عن أنفسهن بموازنة وثقة وإيمان بالقدرة على إحداث تغييرٍ، بعقلانية واحتواء وسعة تحمل ورؤية تخطف أبصار الإنجاز والتوازن والعدالة الاجتماعية.
وتحية لوزٍ يانعٍ لكل من يحترم المرأة ويساهم برفع مكانتها ويعترف بدورها وقيمتها وأهميتها في الحياة وريداً نابضاً، إلى كل عمود فقري يساند جسداً آيلاً للاعوجاج في حياة تقسو بين فيناتٍ ليست بالقليلة، وينظر إلى قضيتها كجزء لا يتجزأ من قضايا المجتمع وسيرورته، مؤمنًا بأن فكرة النهوض بالمجتمع والرقي به لن تكون إلا بمشاركة المرأة الحقيقية.
تحية لوزٍ مخضر إلى كل امرأة تلد من رحمها للبشرية أبناءً يشرفون الأمم بالانجاز.
تحية لوزٍ مخضر إلى كل امرأة تفيق وتستفيق على أحلامٍ تتساوق ورؤىً اجتماعية هادفة مدركةً أن دورها في الحياة اسماه إنجاب بشرية وأدناه تحقيق كيان أنثوي.
تحية لوزٍ مخضر لكل ابتسامة نسائية شقت صخور الأرض المقدسة دفاعاً عن وجودها من أجل التشبث في الحلم.
أتمنى أن يحمل آذار الأمنيات لكل النساء وان تكون أيامهن أكثر سعادةً وانجازاً وسمواً، وانه لا يزال ينتظرنا الكثير من المهام لنقوم بها، نجدد تجاهها يمين الولاء لحياتنا التي تتطلب منا الكثير لأننا نستحق الكثير...
وكل آذار وأنتنَ زهر لوزٍ