عن انس بن النضير الاشجعي: استقت أم ابن مسعود ماء في بعض الليالي فذهب فجاءها بشربة فوجدها قد ذهب بها النوم فثبت بالشربة عند رأسها حتى اصبح. وهذا ظبيان بن علي الثوري، وكان من ابر الناس بأمه، وكان
يسافر بها إلى مكة فإذا كان يوم حار حفر بئر ا ثم جاء بنطع فصب فيه الماء ثم يقول لها: ادخلي تبردي في هذا الماء * وكان حيوه بن شريح وهو أحد أئمة المسلمين يقعد في حلقته يعلم الناس فتقول له أمه: قم ياحيوة فالق الشعير للدجاج فيقوم ويترك التعليم. أيها المحب... قارن بين حال هؤلاء.. وحال كثير من الأبناء اليوم.. انقلبت الموازين واختلت المعايير...... تأفف وتضجر وإظهار للسخط وعدم الرضا... بل بعضهم يهرب من أبيه حال كبره.. ولا يزوره إلا في فترات متباعدة.. بل ربما وضعه في أحد الملاجئ أو دور العجزة وربما نهر أمه أو أباه بصوت مرتفع وكلام سيئ.. وكأنه يتخاصم مع عدوه. بل ـ والله ـ تجد والعياذ بالله من يتعامل بحسن خلق ولين جانب مع الكفار وهو سيئ الطبع والخلق مع والديه.. فسبحان الله العظيم مااحلمه علينا..!! وأما غالب حال الشباب اليوم فان منزلة الصديق أعلى منزلة واجل مكانة من الوالدين ولا حول ولا قوة إلا بالله.... وما حصلت هذه الصور المبكية... لعدم مقدرة عند هولاء.. ولكنها قسوة القلوب نعوذ بالله من ذلك.. فليحذر كل عاقل من التقصير في حق والديه..فان عاقبة ذلك وخيمة.. ولينشط في برهما فانهما عن قريب راحلين.. وحينئذ يعض أصابع الندم ولآت ساعة مندم.. نعم أن بر الوالدين من شيم النفوس الكريمة..لكان مدحة بين الناس لجليل قدره كيف وهو علاوة علي ذلك تكفر به السيئات..وتجاب الدعوات عند رب البريات.. وبه تنشرح الصدور وتطيب الحياة ويبقى الذكر الحسن بعد الممات.. اللهم اغفر لنا ولوالدينا وارحمها كما ربونا صغارا واجزهم عنا خير ما جزيت به عبادك الصالحين