وبكت الطفلة اليتيمة سميرة بكاء مرا وحملت باقة الورد وتوجهت إلى المقبرة التي دفنت فيها أمها لتضع باقة الورد على قبر أمها والتي توفيت بمرض السرطان . وتوجهت فاطمة إلى بيت العجزة تحمل باقة الورد لتهديها إلى أمها المقعدة"أم محمد" والتي أودعها أولادها في الملجئ قبل خمسة أعوام ,بينما بكت عائشة والتي تزوجت قبل عشر سنوات من زوجها جمال ولم ينجبا الأولاد , نعم بكت وأجهشت بالبكاء عندما رأت الجميع يبحث عن أمه في عيد ألام وهي لم يبحث عنها احد ,وبكت سمر والتي فقدت ولدها الوحيد بحادث طرق ولم تجد أحدا يهديها باقة الورد بعيد الأم, وبكت ام حسن والتي استشهد ولدها ,وبكت ام علي التي اعتقل ابنها وبكت ..وبكت.....وبكت. وكل هذا كان بعيد الام.
عيد الأم , عيد الحب , عيد رأس ألسنه , عيد العمال ,عيد غرس الأشجار والكثير من الأعاصير المستوردة من الغرب والتي تجعلنا شعبا مقلدا كالببغاء في طعامه وشرابه ولباسه وكلامه وأعياده وحتى بقصات شعره . فهذا العيد هو عادة سيئة من عادات الغرب حيث يرمي الأبناء بأمهاتهم إلى بيوت العجزة ويتذكرونهم في هذا اليوم فهو يوم مخصص لقصور الأبناء بحق أمهاتهم.
إذا فهو في نظر الغرب ردا على العقوق والجفاء والنكران وردا على العائلة العنكبوتية الغربية التي يتشتت إفرادها وذلك لجمع الأموال على حساب الدفء العائلي. فقد جفت ينابيع المشاعر الإنسانية هناك وبدأ الجفاف يعبر إلى أسرتنا المسلمة فلا يرى الابن أمه إلا نادرا ووافق هذا الابن وهذه البنت الغرب وقالا للغرب نعم لهذا اليوم المستورد.
فعيد الأم ما هو الا ضرر للأبناء الذين فقدوا أمهاتهم وللأمهات اللواتي فقدن أبنائهن ,وحسرة للبيوت التي ليس فيها أبناء ,فهو قد يهيج العواطف لهذا الصنف من البيوت فيزيد حزنهم أكثر وأكثر , وهو تجريم للابن الذي لا يستطيع تقديم الهدية لامه كذلك فيشعر بالذنب الكبير لأنه لم يجمع ويوفر بعض المال لهذا اليوم, وهو لوعة البنت أو الابن أو الأم وضغطا على المشاعر عند سماعها أغنيات عيد الأم او مسرحياته في الإذاعة والتلفزيون أو بحفلات المدارس ,فينقلب العيد لعيد الألم بدلا من كونه عيد الأم عند هؤلاء.
فعيد الام هو دوم وليس يوم ,عيد الأم لمن نام بحضن أمه وهو طفل ولا يزال في حضن أمه وهو رجلا ,عيد الأم لمن نامت أمه في حضنه بسبب المرض او الوهن او العجز ,عيد الام للذي يلقى امه يوميا يقبل يداها , عيد الام للذي يؤمن بأن اليوم الذي لا يلقى به امه هو ليس من عمره.
وعيد الأم للذي يعتقد بأن نور وجه أمه مستمد من نور وجه الله . عيد الأم هو لمن يعتقد بحديث الني عليه أفضل الصلاة والسلام "الجنة تحت أقدام الأمهات ".
فالأم هي الجندي المجهول الذي يسهر الليالي ,الأم هي العطاء بلا حدود ,والأم هي الشخص المانح بلا مقابل , الأم هي المرشد لطرق الأمان ,الأم هي البلسم الشافي للجرح والمخفف للآلام الأم هي نبع الحنان المتمثل بصورة الإنسان ,الأم هي دفء المشاعر,صمام الأمان ,الأم هي شمس الحياة المظلمة ,وهي الطريق إلى حب الله .
الأم هي وصية رسولنا ومرشدنا محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال لأحدهم حين سأله من أحق الناس بحسن صحابتي فأجابه أمك ,ثم قال ثم من, فقال له أمك, فثم من فقال له أمك, ثم من فثم أبوك . وألام هي انتصار سيدنا عيسى عليه السلام لامه مريم عليها السلام حيث قال " وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا " .
وهذا اليوم أيضا خدعة بهائية ماسو نية ففي الواحد والعشرين من آذار يوافق اليوم الأخير من السنة البهائية فأوعز به حلفاء الماسونية كي يشاركهم المسلمون في هذه المناسبة ,فالأم يكون عيدها كل يوم يدخل به أبنائها عليها ,يحسنون معاملتها , يطيعونها ,فيا أيها المسلم ,أيتها المسلمة ,اغتنم رضا أمك وهي حية ,تدارك ذلك قبل موتها ,الباب ما زال مفتوحا , الق بعيد الأم الى سلة المهملات ,واجعل كل أيامك أعيادا لامك , ولمن فقد أمه وهو عاقا لها أقول بادر إلى التوبة ,لعل الله يغفر لك.
وأخيرا أقول لامي الغالية قبلاتي على يدك الكريمة يا أغلى الناس يا من كنت أمي وكنت أبي معا حتى الآن , أطال الله بعمرك يا أمي .