السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مامعنى الصحة النفسية ، والمرض النفسي ؟
إذا كان الجسم يمرض فإن النفس تمرض ، وإذا كان الجسم بحاجة إلى علاج فإن النفس أيضا بحاجة إلى علاج ، وكثيرا ما تجد من يسأل عن معنى الصحة النفسية ، والمرض النفسي ، فما معنى الصحة النفسية ؟ معناها (أن يكون الإنسان سعيد فيي حياته ، سعيدا مع أسرته ، نا جحا في عمله ، متفائلا بمستقبله ،أما المريض النفسي فهو الشخص الشقي في حياته سيء العلاقه بغيره سواء مع أسرته ، أو مع من يعرف أومن لايعرف ، فاشلا في عمله أودراسته ، متشائما من مستقبله ، وليس معنى ذلك أن الذي يخلو من الأمراض النفسية والعضوية أنه يتمتع بالصحة النفسية والعكس صحيح بمعنى أن كل من يتمتع بالصحة النفسية يكون خا ليا من الأمراض النفسية والعضوية ولا عكس ، كما أن هناك من لديه الاستعداد للمرض النفسي وهو ليس بمريض ربما تتحول الشخصيات التي تحمل المرض النفسي وهي ليست بمريضةإلى شخصيات مريضة في المستقبل مثل الشخصية الوسواسية والشخصية الإكتئابية والشخصية العدوانية والشخصية النرجسية والشخصية الفصامية وغيرها كما أنه ليس شرطا أن الذي يتعرض لضغوط نفسية أنه يصاب بالمرض النفسي فالأشخاص المعرضون للمرض النفسي هم الذين يكون لديهم إستعداد وراثي للمرض إلى جانب معاناتهم من الضغوط النفسية فتتفاعل هذه وتلك محدثة المرض النفسي فبعض الناس لو ترميه بين المرضى لايصاب بالمرض والبعض لو يهب عليه الهواء أصيب بالمرض ، والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هل يصاب الطبيب النفسي بالمرض النفسي ؟ نعم يصاب بالمرض شأنه شأن غيره من بقية الناس فهو يتعرض في طفولته لما يتعرض له غيره من الناس من تربية خاطئة ويمر بخبرات أليمة ولكن ميزة الطبيب النفسي أنه يدرك من خلال عمله الطريق إلى زيادة عوامل الصحة النفسية لد يه ، ويستطيع أن يقضي على أسباب المرض أو يتحاشاها لمعرفته المسبقة بها ومن هنا يكون أقرب إلى الصحة النفسية منه إلى المرض النفسي ( الطب النفسي معناه وأبعاده محمد محمد خليل ص17)(بتصرف)0
لكن لا يعني ذلك أن الأطباء النفسانيين مرضى كما يصفهم البعض الذي يجهلون ماهية الطب النفسي بل إن ميزة الطبيب النفسي أنه يعرف نفسه ويعرف غيره كما أنه يعرف الأمراض النفسية ويتجنبها ولكل قاعدة شواذ بعض الأطباء الدخلاء على المهنة يمارسون الطب النفسي وهم أبعد ما يكونون عن هذه المهنة الشريفة ، بل البعض يتسبب في تأزيم المرض مثلهم مثل الأطباء فيهم الصالح وفيهم الطالح ، كما أن بعض القنوات الفضائية شوهت الطب النفسي بوصف المرضى النفسيين بالجنون والأطباء النفسيين بالمجانين حتى علق في أذهان الناس أو العامة بأن علم النفس معناه الجنون وأصبحت هذه الوصمة ملازمة لكثير من الناس لذا تجد البعض لايبادر بعلاج نفسه عند الإختصاصيين النفسيين بل يلجأ إلى المشعوذين والدجالين الذين يزيدون مرضه مرضا وبعضهم لايعرف ولو جزء لسيط من المعرفة غير الدجل والشعوذة ، وبعد تفاقم المرض يذهب اهل المريض بالمريض إ لى العيادة النفسية ولكن بعد فوات الأوان إذ أن المرض النفسي مثل المرض العضوي ينبغي الإسراع بعلاجه قبل أن يستفحل ويصعب علاجه 0
الطبيب النفسي مثل الطبيب العادي تخرج في كلية الطب وتخصص بعد تخرجه في الدراسات النفسية ، بعد ذلك صار يمارس العلاج في عيادته الخاصة أوفي المستشفى ، ولا أدري ما الذي يخيف بعض الناس من زيارتة غيرالأ فكار الخاطئة المسيطرة على عقليات بعض الناس عن الطب النفسي ، والتي توارثوها كابرا عن كابر من الآباء والأجداد ، كما أن البعض يتصور أن الطب النفسي قدم إلى البلاد العربية والإسلامية من الغرب وهذا غير صحيح فقد كان المسلمون سباقون إلى العلاج النفسي وهذ ابن سيناء كان يعالج مرضاه بالإيحا ء وسأعرض لكم القصة التالية مما يدل ان المسلمين كانوا يستخدمون العلاج النفسي في علاج مرضاهم يذكر أحد المؤلفين أن شابا أصيب بالمنيخوليا وهو احد الأمراض النفسية المعروفة فصار لايأكل ولايشرب وتصور نفسه بقرة وأنه لابد من ذبحه ليستفيد الناس من لحمه وبقي على تلك الحال حتى أصيب بنحافة شديدة فطلب أهله ابن سيناء لعلاجه وقالوا له إن ابن سناء قادم لعلاجك ، فبعثوا رسولا لابن سيناء ولما عرف ابن سناء مرضه قال للرسول إنني قادم وسأذبح هذا الشاب ليستفيد الناس من لحمه ففرح الشاب عند ما بلغه الخبر ولما جاء إليه ابن سيناء وجده يضحك مسرور ا ويقلد صوت البقره ، ولما وضع ابن سيناء السكين على رقبته لم يقاوم ولكن ابن سيناء رفع السكين وقال كيف تريدني أن اذبحك وأنت هزيل لالحم فيك ؟ لابد أن تاكل اولا وسوف آتيك بعد شهر واذبحك عندما تسمن ، وذهب ابن سيناء من عند الشاب بعد ذلك أخذ الشاب ياكل بشراهه حتى يسمن ويأتي ابن سيناء ويذبحه ، فسمن الشاب وشفي من مرضه وهذا هو العلاج بالإيحاء وهو نوع من انواع العلاج النفسي ، كما أن العلاج بالقرآن الكريم أحد انواع العلاج النفسي ، قال تعالى ( وننزل من القرآن ماهوشفاء ورحمة لما في الصدور ) ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب) ، والله أعلم 0