ان الانتفاضة الشعبية التونسية كانت اهم الثورات في العصر الحديث، فكان تأثيرها عميقا على دول المنطقة، وجعلت الأنظمة العربية تضع يدها على قلوبها
خشية من تكرار السيناريو نفسه في كل بلد، ان الثورة التونسية تعتبر اهم الثورات في العصر الحديث واتت في توقيت تعاني فيه غالبية الشعوب العربية القهر والاستبداد، بحيث انها تمثل رسالة ملهمة تؤكد امكانية تحقيق انتصارات على الانظمة العربية القائمة التي تستمد بقاءها من الأساليب القمعية، فجاءت الثورة الشبابية المصرية بعد نجاح الثورة الشعبية التونسية، والتي طالبت بإسقاط نظام مبارك وفعلاً انتصرت الثورة واسقط مبارك الطاغية بعد 32 عاماً، وانتقلت الثورة للجارة ليبيا حتى تهز حصون القذافي، وهذه المرة ايضاً يقودها الشباب الثائر الذي صبر اكثر من 42 عاماً، وضرب مثلاُ في الصبر على حكم الطاغية القذافي وسجل رقماً قياسياً في الصبر، وها نحن نرى الان احلام احفاد الشهيد عمر المختار وقد بلغت عنان السماء مطالبين بالعدل والحرية ومحاسبة الفاسدين والقتلة الذين وجهوا رصاصهم الى صدور الشباب الاعزل.
ان الامر المدهش ان القذافي الطاغية يتكلم عن امجاد الليبيين وفي الوقت نفسه تضرب قواته وتبيد وتقتل الابرياء، وفي نفس الوقت يتهم الشباب الثائر بالهلوسة وتعاطي المخدرات، في حين ان تصرفاته تثبت بانه هو الذي في منتهى الهلوسة والجنون.
فضرب الشعب الليبي بالطائرات هلوسة، واستعمال المرتزقة هلوسة، قتل الأبرياء هلوسة، حديثه هلوسة، فهو بصراحة إنسان مريض. ان المريض بالهلوسة يرى اشياء ويسمع اشياء ليست بالحقيقة، والغريب بانه يتهم الشعب الليبي بأنهم جرذان، وانه يجوز له إبادة الشعب الليبي مثلما فعل يلتسن الرئيس الروسي السابق مع اعضاء الدومة الذين اعتصموا في البرلمان، وكما فعلت امريكا في الفلوجة.
ان الشعب الليبي باق وان الطاغية القذافي الى زوال والى مزبلة التاريخ، وقد حانت ساعة الحساب بعد ان استعمل القمع والقتل والإبادة الجماعية بعد الاستعانة برجال المرتزقة الافارقة، والذين يدفع لهم يومياً ما يقارب 4 الاف دولار، وأحيانا يزيد على ذلك بحسب عدد القتلى من الأبرياء من اجل حكم شعب ليبيا العربي الحر احفاد الشهيد عمر المختار فها هم ينتفضون ضد الرجل الصنم الذي خرج يدافع علناً عن صديقه زين العابدين لانه كان يدرك جيداً ان رياح الثورة ستهب على ليبيا عما قريب وان الدور كان قادما عليه، فقد حانت ساعة تحطيم "الرجل الصنم" الذي يطلق عليه القذافي، والذي يعتبر صنم ليبيا والعرب بلا منازع.
ان هذا الرجل الصنم الدكتاتور فاقد لوعيه ولا يعلم ما يقول، فكلامه وخطابه والعبارات التي يتفوه بها تعبر عن انحطاط اخلاق هذا الصنم ويستحي من ذكرها رئيس المافيا، ان القمع الذي واجه به هذا الرجل شعبه كان صادماً لكنه غير مفاجئ، فهو أسلوب منحط يعبر عن التاريخ الطويل في سحق المعارضة والإبادة الجماعية في السجون.
فالثورة الليبية منتصرة بناء على صمود الشعب الليبي العظيم أمام العنف والقمع والمجازر وتصميمه على الإطاحة بالطاغوت من اجل الحرية والاستقلال والاستقرار والامان والعيش بكرامة رغم التهديد والوعيد بالقتل.
والدفاع عن الثورة ومحاربته للشعب الثائر الذي يريد إسقاط النظام.
ان هذا الرجل المجنون لا يستحي فهو يقول بلا خجل بانه قادر على تدمير الشعب وقتله في كل ساعة ودقيقة، اذا ما استمر الشعب في الثورة، وانه سيقاتل ضد شعبه من شارع لشارع ومن دار إلى دار حتى ولو رجعت ليبيا الى عهود البرابرة.
فسؤالي الى هذا القائد الصنم الى متى الاستمرار في هذا العناد؟ والى أي عدد من الشهداء سيرفع المزاد؟ فاذا كان الصمود في المزاد التونسي وصل لليوم الثالث والعشرين فان المناقصة لسقوط النظام في مصر نزل لليوم الثامن عشر، فإنني على يقين باننا سنشهد تراجع المزاد لزوال النظام القذافي الى اليوم الثالث عشر او الرابع عشر!!!.
نحن نعيش العصر الذهبي للشعوب العربية، فانتفاضة تلك الشعوب أثبتت ان العربي قادر على التضحية والوقوف في مواجهة الظلم والاستبداد والفساد، فبالأمس سقط صنم تونس زين العابدين وصنم مبارك وغداً سيسقط صنم ليبيا المجنون القذافي والحبل على الجرار، فانها ثورة حتى النصر لكسر حاجز الصمت ولتهز حصون الأنظمة العربية وستسقط كل الأقنعة عاجلاً ام اجلاً.