بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الحوار أجرته أخت لكم في الله وتطلب منكم الدعاء لها في ظهر الغيب .
بارك الله في كل من عمل على إيصال هذه المادة للمسلمين وفي الأخت المحاورة وفي الأخت أم عبد الله وفي كل من عمل على إخراج وإيصال هذا العمل نصرة للمسلمين المستضعفين .
نرحب بالأخت أم عبد الله ونسأل الله عز وجل أن يجعل ما تقوم به هي وبقية الأمهات والأخوات وزوجات الأسرى من أعمال صالحة واتصالات بالجمعيات الحقوقية وتعريف
بمظلومية إخواننا وتشهير بقضيتهم على المستوى المحلي والدولي في ميزان حسناتهن بحول الله كما نسأله سبحانه وتعالى أن يعجل بتفريج كربتكن وكرب أبنائكن وإخوانكن الأسرى
الأخت أم عبد الله نشكركم على هذه الإلتفاتة ونسأل الله أن يبارك فيكم ويوفقكم لما فيه خير هذه الأمة وأن ينصر بكم المستضعفين في كل مكان .
السائلة : أولا أختنا أم عبد الله بصفتك إحدى الناشطات منذ سنوات في مجال الدفاع عن معتقلي السلفية الجهادية بالمغرب، هل بإمكانك أن تحدثينا عن معاناة أبنائكم في السجون والمعتقلات ومعاناة أسرهم ؟؟؟؟
الأخت أم عبد الله : الحديث في هذا يا بنيتي يطول يطول ويطول وهو حديث ذو شجون ولو جلست أحكي لك لشهر لما انتهيت من سرد معاناة أسرة واحدة فقط ناهيك عن مئات العائلات بل الآلاف ممن اكتووا بنار الظلم وفقدوا فلذات الكبد الذين غيبتهم السجون الظالمة الغاشمة منذ ثمان سنوات وإلى يومنا هذا.
فلا أدري من أين أبدأ ولا عن أي شيء أتحدث وأحكي، هل أحكي عن قصص وحكايات الاختطاف وما صاحبه من مداهمات للبيوت الآمنة وترويع للناس ورفس للأطفال وهم نيام وإفزاعهم بطرق ووسائل همجية لا نراها ولا نسمعها إلا فيما يجري للفلسطينيين على أيدي اليهود لعنهم الله ، مما تسبب لجل أبناء المعتقلين ممن عاشوها في عقد وأمراض نفسية لم تفلح محاولات الأسر في تجاوزها ، أم أحكي وأتحدث عن ظلم المحاكم وجور القضاء الذي وزع قرونا من السنوات على شباب دون دليل أو بينة ، أم أتحدث عن السجون وما يجري خلف أسوارها العالية الباردة التي يكابد خلفها أبناؤنا ويعانون في صمت وتواطئ من الجميع , باستثناء بعض الأصوات ( وهي قليلة ) المشكورة بين الفينة والأخرى التي تتجرأ على قول اللهم إن هذا منكر.
أم أحكي وأتحدث عن معاناة الأسر مع الفاقة والحاجة في غياب المعيل الوحيد للأسرة ودفنه حيا أم عن المضايقات السلطوية ونظرة الناس والمجتمع المجيش المشحون بإعلام مضلل لنا ولأبنائنا .
عن ماذا أحكي يا بنيتي والله لو حكيت وحكيت وحكيت فلن أفرغ ما في قلبي المليء ... الشكوى لله سبحانه وتعالى وحده .
(أجهشت أم عبد الله في هذه اللحظة بالبكاء وانهمرت دموعها غزيرة من عيونها فتقطعت كلماتها ورفعت كفيها إلى السماء وهي تردد :
الله يأخذ الحق في الظالمين ... الله يأخذ الحق في الظالمين (مقتبس)