سعيد الشوادفي
سعيد الشوادفي
سعيد الشوادفي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدي عام
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 حمام الحرم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد مدكور

محمد مدكور


عدد المساهمات : 163
تاريخ التسجيل : 01/01/2011
العمر : 40
الموقع : مجموعة الطامعون فى رحمة اللة بالفيس بوك

حمام الحرم Empty
مُساهمةموضوع: حمام الحرم   حمام الحرم Icon_minitimeالأحد يناير 09, 2011 8:02 pm


قدم لكم نفسى.. واحدة من حمام الحرم النبوى الشريف، لا اسم لى أشتهر به وسط زملائى الحمام، فى الحقيقة نحن لا نحتاج أسماء، نحن جنس متواضع بسيط، هم يعرفوننى وأنا أعرف نفسى، فما حاجتنا إلى أسماء؟!
يوجد عدة أماكن لتجمع حمام الحرم. بالنسبة لى فأنا متواجدة معظم الوقت فى الساحة الرخامية أمام النفق الذى يؤدى إلى مواقف السيارات. يمكنكم زيارتى فى أى وقت دون التقيد بمواعيد مُسبقة. فنحن كائنات بسيطة نعيش حياتها فى رضا وانشراح. سوف تعرفوننى بسهولة: وجهى جميل، ولونى رمادى فاتح متدرج مع لمسات من الرمادى العميق. متناسق مع لون الرخام الأبيض والقبة الخضراء والسماء الزرقاء.
ننحدر نحن الحمام من نسب عريق: أمى الحمامة التى باضت على باب غار ثور عند تجمع المشركين ليقتلوا الرسول. جاءها الأمر الإلهى بأن ترقد على باب الغار، وتضع بيضها، ليظن المشركون أن أحدا لم يدخل الغار منذ عهد بعيد. عرفت الحمامة أنها تشارك فى إنقاذ نبى، وإنقاذ الدعوة إلى الله، وإنقاذ الأرض كلها، فشعرت بالسرور والتهيب والفخر العميق. وضعت جناحها خشوعا لله، وسجدت لأنه اختصّها بذلك الشرف العظيم.
جدتى ركبت فى سفينة النبى نوح عليه السلام. حينما أغرق الطوفان الأرض، أرسلها لترى هل غيض الماء وانتهى الطوفان؟ حينما عادت بغصن الزيتون، عرفوا أن الأرض جفت، وصارت صالحة للسُكنى من جديد. ارتفعت صيحات الفرح، صارت جدتنا بطلة، وأصبح جنس الحمام منذ ذلك الحين رمزا للصفاء والنقاء والسلام.
المدينة المنورة هى جنة الحمام فى الأرض، نقترب من الناس، نحط عند أقدامهم بلا خوف، وتقف لنا السيارات. أهل المدينة يحبوننا، نحن حمام الحرم، يضعون لنا الحبّ والذرة والماء. لا يمسونا بسوء، ولا يُفزعونا ولا يأكلون لحومنا. فنحن فى أمان الله، وفى جوار رسول الله، الذى عاش على هذه الأرض فى سلام. المدينة مكان طيب، تسكنه طاقة روحية هائلة، المكان الأجمل فى الأرض، الذى عُبد فيه الله بإخلاص.
نحن مخلوقات بسيطة طيبة. لذلك نشاهد ما لا يشاهده البشر ولكننا ممنوعون من الكلام. نشاهد أنوارا تومض وأرواحا طيبة تصعد وتهبط، يكسوها السلام. ونشاهد الملائكة الأبرار كثيرا فنغُطُّ فى ترحيب ونحنى رؤوسنا ونقرؤهم السلام.
كقاعدة، لا يوجد مخلوق واحد فى الكون لا يصلى أو يكف عن الدعاء. حتى العصارة الخضراء تصعد فى عروق النباتات وهى تسبح بحمد ربها، ونسمع دعاء الماء وهو يجرى فى باطن الأرض، ونشاهد سجود الظلال. حتى الزهور، ألوانها صلاة ترفعها لخالقها. هذه أشياء تعرفها جميع الكائنات فيما عدا الإنسان.
وحين يقترب الأجل، ونعرف أن أعمارنا انتهت، نطير إلى مكة المكرمة، نطوف حول البيت العتيق سبع مرات، نرفع صلاة شكر لله على نعمه الكثيرة، ثم نعود إلى المدينة فى انتظار الأجل، لنرقد فى جوار خاتم المرسلين.
منقول


حمام الحرم Photo
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حمام الحرم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
سعيد الشوادفي :: في نور النبوة-
انتقل الى: