بسم الله الرحمن الرحيم، التشريك في النية بين قضاء رمضان وصيام ستة من شوال، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد: يستحب صيام ستة من شوال عند:
[ الشافعية والحنابلة والحنفية ] .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر ) . [ أخرجه مسلم ] .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( صيام شهر رمضان بعشرة أشهر وستة أيام بعدهن بشهرين فذلك تمام السنة ) . [ أخرجه الدارمي وإسناده صحيح ] .
يعني أن الحسنة بعشر أمثالها : الشهر بعشرة أشهر , والأيام الستة بستين يوماً فذلك سنة كاملة .
ويجوز صومها متتابعة ومتفرقة كما قال الشافعية وجمهور العلماء , وذهب الشافعية وبعض الحنابلة إلى أفضلية تتابعها عقب العيد مبادرة إلى العبادة ولما في التأخير من آفات .
ومن كان عليه قضاء فالأفضل أن يقضي أولاً , ثم يصوم الأيام الستة من شوال , لكن لو قضى ستة أيام من شوال فهل يحصل له ثواب تطوع تلك الأيام ؟
يحصل له ثواب تطوعها لكن لا يحصل له الثواب الكامل كما بيّن الشافعية .
قال الرملي في ( نهاية المحتاج 3/208 ) : وتحصل السنة بصومها متفرقة ولكن تتابعها واتصالها بيوم العيد أفضل مبادرة إلى العبادة ولما في التأخير من الآفات ولو صام في شوال قضاءً أو نذراً أو غيرهما أو في نحو يوم عاشوراء حصل له ثواب تطوعها كما أفتى به الوالد رحمه الله تعالى , تبعاً للبارزي والأصفوني والناشري والفقيه علي بن صالح الحضرمي وغيرهم , لكن لا يحصل له الثواب الكامل المترتب على المطلوب .
قال الشيخ عبد الله الشقفة في ( الدراسات الفقهية 467 ) : وإن صيام يوم مستحب صيامه عن قضاء أو كفارة أو نذر صح صومه عن ذلك وحصل أيضاً به أصل استحباب صومه وإن لم ينو ( أي لو لم ينو صوم اليوم المستحب ) كاندماج تحية المسجد في أي صلاة فرض أو نافلة .
وأما أن ينوي النيتين القضاء والستة من شوال معا (هو التشريك) فإنه لا يجزئ عنه في القضاء بل يقع عن النفل وهو الستة من شوال وعليه صيام القضاء خلافا للشافعة لأنه لم يجزم في النية .
والله تعالى أعلم
المجلس الإسلامي للإفتاء
6/5/2008م