يقول صلى الله عليه وسلم (اتقوا الظلم فان الظلم ظلمات يوم القيامة). فالظلم عدة انواع منها:- اذية المؤمنين والمؤمنات والجيران والغش وكتمان الشهادة،
والتعرض للاخرين ومس الكرامة والسكوت عن قول الحق وعدم العدل بين الابناء والى اخره من انواع الظلم.
والظلم مرض اجتماعي يجب استئصاله حال ظهوره والا كان خطرا كبيرا على مجتمعنا حيث قال تعالى ( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ).
فانتشار الظلم في مجتمعنا يؤدي الى دماره فتنعدم العدالة وتسود الفوضى فالعدل اساس الحياة الهادئة والمستقرة فيقول سبحانه وتعالى( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خبيرا) وفي سورة المائدة قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ).
فاعلم ايها الظالم ان دعوة المظلوم مستجابه لا ترد ففي حديث انس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اتقوا دعوة المظلوم وان كان كافرا فانه ليس دونها حجاب).
فتذكر ايها الظالم قول الله عز وجل (وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ).
وتذكر يا من ظلمت ولم تعدل بين ابنائك الموت وسكراته وظلمة القبر وضيقه والميزان ودقته والصراط وزلته والحشر واحواله والنشر واهواله وتذكر اذا ما نزل عليك ملك الموت ليقبض روحك واذا انزلت في القبر وحدك واذا استدعاك ربك للحساب واذا طال يوم القيامة وقوفك.
فالجزاء يأتي عاجلا ام اجلا من رب العزة سبحانه وتعالى .
فقد صدق من قال:
لا تظلمن اذا ما كنت مقتدرا*** فالظلم اخره يأتيك بالندم
نامت عيونك والمظلوم منتبه*** يدعو عليك وعين الله لن تنم