قرنت دراسة حديثة بين الإكثار من تناول الشكولاتة والاكتئاب، إلا أن تفسير هذا الرابط ما زال مبهماً كلغز البيضة أولاً أم الدجاجة.
ووجدت الدراسة، التي نشرت في “إرشيف الطب الباطني” أن الذين يشعرون بالإحباط يلتهمون شكولاتة أكثر بنحو 55 في المائة عن سواهم، وكلما زاد الإحباط ازداد معدل استهلاكهم منها. وقالت بياتريس غولومب، الأستاذة بكلية طب جامعة كاليفورنيا في سان دييغو: "ليس من الواضح، إذا ما كان الذين يشعرون بالاكتئاب يأكلون شيكولاتة أكثر لإحساسهم برغبة قوية فيها تناولها، أم إذا كان استهلاكها، في حد ذاته، يساهم بطريقة أو بأخرى في الإحساس بالإحباط". وخلال الدراسة، راقبت غولومب وفريق البحث، الاستهلاك الأسبوعي من الشيكولاتة والحمية الغذائية لأكثر من 900 شخص، وقيست أمزجتهم باستخدام استبيان تقليدي مستخدم لكشف الاكتئاب، علماً أنه قد جرى استبعاد من يتلقون علاجاً للاكتئاب من الدراسة.
واستهلك المشاركون “المكتئبون” 8.4 حصة من الشوكولاتة بالشهر، أكثر من نظرائهم غير “المكتئبين” الذين تناولو 5.4 حصة بالشهر، أما حصة المشاركين الأكثر اكتئاباً، وفق ميزان الاكتئاب، فبلغت 12 حصة. وأوضحت العالمة أن الرابط بين الشوكولاته والاكتئاب كقضية من الأول الدجاجة أو البيضة، مضيفة أن الشوكولاتة التي أثبتت التجارب أنها تحسن مزاج الحيوانات، ربما شكل من أشكال العلاج الذاتي، أو مصدر سلوى للذين يعانون من الاكتئاب. ويذكر أن منظمة الصحة العالمية تصنف الاكتئاب حالياً على أنه رابع أكبر مسبب للانقطاع عن العمل في العالم، وهي ترجح أن يصبح ثاني أكبر مسبب في عام 2020.
ويعتبر الطب الحديث أن أسباب الاكتئاب الأساسية تتوزع بين عوامل جينية وأخرى اجتماعية، فقد يرث المرء من أهله استعداداً جينياً مسبقاً للإصابة بهذه المرض، فتظهر عوارضه لديه لدى تعرضه لأي حادث أو عائق في الحياة. بينما تفرض الظروف الاجتماعية أحياناً على بعض الأشخاص الوقوع ضحية الإحباط بسبب الضغوط الهائلة التي يتعرضون لها. ويحدد الأطباء مجموعة من المؤشرات التي تدل على تعرض المرء للإحباط والاكتئاب، بينها فقدان الشهية والشعور بالعزلة وفقدان الاهتمام بالمحيط والتعب. وتأتي الدراسة الأمريكية في إثر أخرى كندية، نشرت في فبراير/شباط الماضي، وجدت أن تناول الشكولولاتة بصورة معتدلة يقلل من مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية. ووجدت الدراسة، التي نفذها باحثون من “جامعة تورنتو” الكندية، وشملت قرابة 50 ألف شخص، إن تناول لوح شكولاتة قد يخفض احتمالات الإصابة بسكتة بواقع 22 في المائة، كما أنه عند الإصابة بنوبة فأن خطر الوفاة نتيجة لذلك ينخفض بنسبة 46 في المائة.