سعيد الشوادفي
سعيد الشوادفي
سعيد الشوادفي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدي عام
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الأدب الساخر.. لماذا اختفى من حياتنا الثقافية؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عدنان

عدنان


عدد المساهمات : 6
تاريخ التسجيل : 25/03/2011

الأدب الساخر.. لماذا اختفى من حياتنا الثقافية؟ Empty
مُساهمةموضوع: الأدب الساخر.. لماذا اختفى من حياتنا الثقافية؟   الأدب الساخر.. لماذا اختفى من حياتنا الثقافية؟ Icon_minitimeالجمعة مارس 25, 2011 7:07 am

كتاب يتحدثون عن الأسباب.. من انتشار الثقافة المرئية وتجاهل النقاد إلى طرق الكتابة الساخرة نفسها

القاهرة: عبير درويش
لماذا اختفى الأدب الساخر من حياتنا، وأين ذهب أولئك الكتاب الذين تميزوا بهذا النوع من الكتابة وسط الأحداث التي يموج بها العالم العربي والعالم كله بشكل يومي وتثير السخرية والأسى والحزن معاً؟
هل فقد الكتاب قدرتهم على هذه الكتابة، أم منعوا منها، أم أصابهم اليأس هم أيضاً وفقدوا قدرتهم على السخرية؟ هل كانوا يكتبون لمجرد التسلية والفكاهة، أم لكشف المهمش وتعرية المستبدين والظالمين؟ ولماذا سكتوا الآن؟

أسئلة كثيرة حاولنا أن نجد لها اجابات عند أهل الكتابة الساخرة والنقاد. فريدة النقاش: الكتابة الساخرة مرتبطة بمناخ الحرية ربما يكون السؤال الأدق هو لماذا تقلصت مساحة الكتابة الساخرة في حياتنا الثقافية؟ هكذا بدأت الناقدة فريدة النقاش حديثها، ثم عللت تقلص هذه المساحة باتساع مساحة الثقافة المرئية والمسموعة واستقطابها للامكانيات الموجودة لدى الكتاب في أشكال الدراما التلفزيونية والدراما الاذاعية، وكذلك السينما، فالكاتب رأفت الميهي أقام عالمه السينمائي كله على السخرية من الواقع العربي المعاش، فنقل الكتابة الأدبية الى ميادين أكثر رحابة، وعموماً فالأدب الساخر أياً كانت صورته فهو يهدف الى دفع المجتمع الى رؤية نفسه على حقيقتها، لان السخرية تكشف التناقضات، فتكشف الحقيقة، ولهذا تكون أداة من أدوات التغيير في المجتمع، وعادة ما يتعرض هذا الأدب للملاحقة، لأنه لا يكشف العيوب الاجتماعية فقط، بل يعريها، كما يعري الظالمين ويجعلهم محوراً للسخرية، كما قال الكاتب الفلسطيني الكبير اميل حبيبي في روايته «الوقائع الغربية في اختفاء أبي النحس المتشائل»، «السخرية سلاح يهز عروش الظالمين»، ولهذا فواجبنا أن نفسح لهذا النوع من الكتابة مساحات أوسع بزيادة مساحات الحرية. لكن ما رأي الكتاب الساخرين أنفسهم؟ محمد مستجاب: التلفزيون مسؤول عن احتجاب الأدب الساخر في البداية يقول الكاتب الساخر الكبير محمد مستجاب: «الذين يعتبرون ان الكتابة الساخرة الأدبية قد اختفت من حياتنا مخطئون، ويدل هذا على ما أصاب الحياة الثقافية من جهل في المفاهيم القائمة، لان التلفزيون لم يجعل هناك فرصة لان يعرف الناس ان هناك قصصاً وشعراً ومقالات ساخرة أدبية وصحافية وكتابات أدبية ساخرة وجميلة ما زالت تصدر، ولم يعد يعرف الناس مكان التبر الحقيقي بسبب التلفزيون، فالمرح في التلفزيون، والترفيه في التلفزيون، والتفاهة في التلفزيون، ولا يرون غير ذلك، في حين ان محمود السعدني ما زال يكتب، وعاصم حنفي يكتب، ومحمد مستجاب له كتب تقرأ خارج مصر وتترجم خارج مصر مثل «نبش الغراب» و«أبو رجل مسلوخة» وغيرها، بل ان الجيل الحالي لم يقرأ ما كتب ابراهيم عبد القادر المازني أو توفيق الحكيم أو محمد عفيفي». ويضيف : «هناك مسؤولية أخرى تقع على عاتق النقد الأدبي، فلم يستطع أن يقدم تراث الأدب الساخر للقراء بشكل موضوعي، ويكشف فيه عن قيم وتقاليد أدبية وفنية أصيلة ومتطورة». خيري شلبي: الأدب الساخر يحتاج إلى موهبة خاصة أما الكاتب خيري شلبي فلا يرى ان كل ما يكتب بخفة ظل يعتبر من الأدب الساخر، فهناك من يكتبون في الصحافة العربية ويتمتعون بخفة ظل، ويقدمون انواعاً من القفشات والنكت، لكن هذا ليس من الأدب الساخر في شيء، فالأدب الساخر أدب عظيم لا يستطيع كتابته إلا كل موهوب، مثقف، واسع المدارك، كبير القلب، يحتوي آلام البشر وهمومهم واوجاعهم في الحياة، فتكون سخريته كالبلسم الذي يداوي جراحهم، لان الأديب الساخر الموهوب يعلو بهم فوق الحزن ويساعدهم على تجاوز مرحلة الكآبة أو الإحباط أو الحزن، ويصيب أعصابهم بنوع من الاسترخاء اللطيف، فيفكرون بسلام، ويعيدون النظر في ما يتخذونه من قرارات وتكون صحتهم النفسية أقدر على التفكير، وهذا جزء من وظيفة الأدب الساخر، الذي يعتبر نوعا من النقد الاجتماعي تماماً مثل فن الكاريكاتير الذي يشارك صانعوه كتاب الأدب الساخر في الموهبة وان اختلفوا معهم في الأداة، فأداتهم الريشة، وأداة الأدب الساخر الكلمة، ومن أشهر هؤلاء حجازي وصلاح الليثي وصلاح جاهين وعبد السميع وغيرهم، فكل منهم يحتوي قلباً كبيراً حانياً، لدرجة ان السخرية وان أصابت شخصاً بذاته فإنها لا تجرحه، ويكون أول من يضحك على نفسه. ويكمل شلبي: «واذا كانت الصحافة العربية أو الكتابة العربية لم تشهد كاتباً ساخراً في حجم الشيخ عبد العزيز البشري ـ زعيم الأدب الساخر حتى أواسط القرن العشرين ـ فهناك قامات معاصرة استطاعت أن تقدم لنا زاداً من الأدب الساخر مثل محمد عفيفي ـ رحمه الله ـ ومحمود السعدني، فهما ـ تقريباً ـ آخر من يمكن أن نطلق على كتاباتهما صفة الأدب الساخر، ويجيء احمد رجب ومأمون الشناوي في مرتبة تكاد تكون مساوية لولا ان ما كتباه لم يكن أدباً بالمعنى الكامل، وإنما كتابة صحافية تعتمد على الكاريكاتير وعلى الفكرة الضاحكة، التي تكون أحياناً عميقة، وأحياناً نصف عميقة، وتتراوح عمقاً وسطحية من كاتب لآخر، وهناك من استولت الصحافة على مواهبهم ولو كتبوا أدباً لأصبحوا أكبر مما هم عليه الآن مثل مأمون الشناوي واحمد رجب وعبد السلام شهاب، بينما نجا محمد عفيفي ومحمود السعدني من الانجراف وراء النكتة المباشرة أو الكاريكاتير الملاحق للأحداث، واحتفظا دائماً بمساحة للتأمل والخروج بالمعاني المستخلصة من هذا الأمر أو ذاك. أما الآن فالمشكلة التي تواجه الأدب الساخر المكتوب فهي قلة القراء، اذ ليس هناك رصيد في حياتنا يغذي روح المرح وتذوق السخرية، فرغم فترات التوتر التي يعيشها الشعب العربي الآن، فإيقاع الحياة يزداد بشكل مخيف ولا يجعل هناك فرصة للتأمل أو الاسترخاء، بل ليس هناك فرصة للمرح، الناس تلهث وراء لقمة العيش والاهتمامات الأخرى كالتلفزيون والسينما والرحلات وغيرها، وكلها اهتمامات وافدة حرمت الشعوب العربية من نفسها».

* هل الأمر إذن يتعلق بضرورة توافر مناخ من الحرية يكفل لهذا النوع من الكتابة الظهور؟

يجيب خيري شلبي: السخرية هي النوع الوحيد من الكتابة الذي لا يمكن أن يسجن اذا كانت مبنية على وعي، ولن نستطيع استعادة هذا النوع من الكتابة إلا بإعادة نشر كتب الكتاب الساخرين، فكتب محمد عفيفي لم تطبع سوى مرة واحدة، وكتب عبد العزيز البشري اختفت، وكتب بيرم التونسي طبعت مرة واحدة ولم تحقق انتشاراً شعبياً فيجب إعادة طبعها في طبعات زهيدة الثمن، وكذلك إعادة طبع كتب توفيق الحكيم ويحيى حقي وفؤاد حداد، بالاضافة الى إعادة الاهتمام بالمجلات أو الجرائد الفكاهية أمثال تلك المجلات المتخصصة التي كانت تصدر في الاربعينات والخمسينات مثل «البعكوكة» التي كانت مادتها متنوعة بين الزجل أو شكل المحاورة (س وج)، أو شكل حديث في أبواب ثابتة، مثل حديث الدكتور ماكسوريان، مذكرات أم سحلول، بالاضافة الى النكتة، وكان القراء أنفسهم يشاركون في كتابتها بما يرسلونه، ومثل جرائد «المطرقة، حمارة منيتي، المسامرات»، و«المسلة» التي اصدرها بيرم التونسي، وعندما صودرت واعيد صدورها، كتب تحتها «المسلة لا جورنال ولا مجلة». تليمة: الكتابة الساخرة تحتاج لوجود تناقضات متمايزة ويوضح الناقد الادبي الدكتور عبد المنعم تليمة اسباب اختفاء الكتابة الساخرة بشكل مفصل قائلا: «الكتابة الساخرة تحتاج لوجود تناقضات متمايزة وواضحة في المجتمع حتى تزدهر، وهي موجودة في الأدب العالمي وفي الأدب العربي منذ الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي الذين كانوا يسمون بالخلعاء، الذين تخلعهم القبيلة لتمردهم على أوضاعها في لون من النقد الاجتماعي والسياسي، وكذلك كان الجاحظ، وأبو العلاء المعري في «رسالة الغفران»، وغيرهما، وازدهرت الكتابة الساخرة في مصر في المرحلة من ثورة 1919 وحتى ثورة 1952 لوجود تناقضات واضحة في الأوضاع الاجتماعية، ومنها كتابات ابراهيم المازني وحافظ ابراهيم والشيخ عبد العزيز البشري المستشار والقاضي الكبير وكتابه المميز «في المرآة» الذي جمع فيه كل الشخصيات الكبيرة مثل احمد شوقي واسماعيل اباظة وحسين سري وطه حسين وغيرهم وصورهم جميعاً في صور ساخرة، وكتابه الآخر «قطوف»، ثم ظهر بعد ذلك جيل آخر من الساخرين في مقدمتهم كامل الشناوي واخوه مأمون الشناوي، ومحمد عفيفي، وابو السعود الابياري، وكما ازدهر الأدب ازدهر أيضاً فن الكاريكاتير». ويضيف «وبعد ثورة 1952 في مصر أصبح هناك مناخ يحاول اخفاء التناقضات الاجتماعية وينكرها، فقلل ذلك مساحة الأدب الساخر وساعد على ذلك أزمة الحريات، فرغم ان الكاتب الساخر يمكنه اللف حول الموضوعات التي يتناولها باستخدام الرمز أو الاشارة، لكن مساحة الحريات تؤثر أيضاً في ازدهار هذا الأدب، ثم يأتي التأثير الثالث وهو الأزمة الاقتصادية التي تجعل الناس يلجأون للنكت القصيرة للتعبير عن المواقف العابرة الصغيرة، فهم مشغولون بأمور لقمة العيش وليس لديهم وقت للتمتع أو الفرح بالحياة، فيسود بينهم النكد أو القلق».
farao
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الأدب الساخر.. لماذا اختفى من حياتنا الثقافية؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
سعيد الشوادفي :: المنتدى الادبى-
انتقل الى: