سعيد الشوادفي
سعيد الشوادفي
سعيد الشوادفي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدي عام
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 عندما بكى جدي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
زهره النرجس

زهره النرجس


عدد المساهمات : 435
تاريخ التسجيل : 29/10/2009

عندما بكى جدي Empty
مُساهمةموضوع: عندما بكى جدي   عندما بكى جدي Icon_minitimeالخميس أبريل 29, 2010 10:20 am

كعادتي كما أفعل كل يوم ، ذهبت إلى لقاء جدي بعد صلاة العشاء ، هناك حيث كنت أستمتع وانأ أنصت لذكريات يرويها لي والحسرة تملأ عينيه ، تقدمت بخطى سريعة وانأ أتلهف لسماع المزيد من ذلك التاريخ الحافل بالإحداث .
وما إن دخلت غرفة جدي حتى وجدته واقفا أمام صورة والده وهو يحدثه بصوت مرتفع ، ولأول مرة أرى جدي على هذه الحالة .
أنصت إليه لأعرف ما الذي يجري فإذا به يخاطب والده ، وهو يقول أتذكر أبي تلك الأيام التي كان فيها اعتبار واحترام لشيبة الكبير ، ورحمة لضعف الصغير ؟ أتذكر أبي تلك الأيام التي كنتم تقولون فيها " الي مالو كبير مالو تدبير " ؟ .
وإذ بجدي ينفجر باكيا ، فهرعت إليه وأمسكت بيده وانا أبكي لبكائه ، وسألته جدي ما الذي يبكيك ؟ من ذا الذي أغضبك ؟ من هذا الذي جرح مشاعرك ؟.
فهز رأسه وجلس على كرسيه المتواضع ، وصمت لبرهة والدموع تملأ عينيه فأعدت عليه السؤال ، جدي لماذا تبكي ؟ ، فهز رأسه وتنهد قليلا وقال " إيه يا جدي ، مرارة وحسرة حرقت قلبي ، يا ليتني مت ولم أشهد هذا اليوم " ، وهنا إزداد تلهفي لسماع ما جرى ، فرجوت جدي أن يخبرني بالذي جرى .
عند ذلك بدأ جدي يسرد علي تفاصيل ما حدث معه ، وقال : " يا بني ذهبت إلى المسجد لأداء صلاة العشاء فريضة ربي ، وحملت بيدي عكازي ومشيت عبر الأزقة وأمام المقاهي ، وصوت المآذن قد علا معلنا دخول وقت الصلاة وحاولت أن أسرع بخطواتي ، فتارة أمشي عبر الشارع فيعلو صفير السيارات فانتقل إلى الرصيف ، فأكاد لا أجده وحاولت جاهدا أن أواصل السير ، فاعترضت طريقي سيارة متوقفة فانحرفت عنها قليلا محاولا إستخدام الرصيف ، وإذ بمجموعة من الشباب قد اتخذوا من الرصيف مجلسا ، جلسوا على كراسي من البلاستيك ، ومدوا أرجلهم إلى الأمام ، شباب لا تتجاوز أعمارهم الخامسة عشر عاما ، ودخان سجائرهم قد ملأ المكان ، وقفت أمامهم علهم يعيروني أي إهتمام ، وقفت وانأ أحمل عكازي ، واتكئ عليه ، علهم يخلون الطريق ، أو على الأقل يبعدون أرجلهم ولو قليلا ، لكنهم لم يحركوا ساكنا ، والله يا بني تحاملت على نفسي وانأ اخشى من فوات الصلاة فحاولت المرور، واجتياز الطريق فتعثرت وسقطت على الأرض ، وخيل لي للحظة أنهم سيسارعون إلى نجدتي ، ولكن كم هالني وراعني وانأ أسمع ضحكاتهم ، واجتهدت حتى أقف على قدمي وقد اسودت الدنيا في وجهي ، وانطلقت لأداء فريضة ربي والدموع تنهمر من عيني ، وهناك سألني الناس عن سبب هذه الدموع ، فقلت ألم في رأسي وزكام شديد أصابني ، وعدت إلى بيتي يا بني ، وصورة ما حصل معي لا تفارق وجهي ".
عند ذلك أمسكت بيدي جدي ، واحتضنته وكأنني أريد أن أقدم له الاعتذار وأن أخفف ولو قليلا من ألمه .
عرفت حينها لما بكى جدي ، وعرفت أن الحياة تغيرت فما عاد لشيء قيمة أو إعتبار، فقد تهدمت قلاع القيم على أيدي شباب ليس لهم هم إلا اللهو، وعرفت يومها أننا أصبحنا في زمان ما عاد لجدي فيه أي مكان






قصه مؤثره ومعبره لواقع فرضناه على انفسنا عندماتركنا تربية ابناءنا على كتاب الله والسنه فكان الضلال وانتشر الفساد وظلم الناس انفسهم قبل ان يظلموا غيرهم فهل من صحوه ؟! لانه لن يتغير شىء حتى نغير انغسنا (زهره النرجس)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
عندما بكى جدي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
سعيد الشوادفي :: المنتدى العام-
انتقل الى: