سعيد الشوادفي
سعيد الشوادفي
سعيد الشوادفي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدي عام
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 شيءٌ من ذاتي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
زهره النرجس

زهره النرجس


عدد المساهمات : 435
تاريخ التسجيل : 29/10/2009

شيءٌ من ذاتي Empty
مُساهمةموضوع: شيءٌ من ذاتي   شيءٌ من ذاتي Icon_minitimeالجمعة مارس 18, 2011 3:46 pm

دعيني احكي لكْ حكاية
بقلبي لها اسماءٌ عدة ،،
اسميتهاالفَرحْ ، غَزالة ، نُور
حكاية إحتاجت آلاف الأميال كي تَحُكى
كان شاب
يَطوي النساء كما يُطوى الورق
يخُطُ ما يشاء .. ويمضي
لا يتقي للعثرات عوراً او وعور
صادف يوماً غزالة
أرخت الستار له
وقالت :للدروب نمضي سوية
..قال لها :للدروب نهاية ..


اني لا أؤمن بالنهايات حقا يا سيدتي
ولا أُجيد الكذب
من قال ان لكل شيء مدى ؟
إن عدم إبصار الشيء لا يعني فناءه
دُخانْ السجائر ، ذرات الهالكين ، قطر الندى ،ضياء الشمس ، دِفق الارض ، رَجعُ الصدى
كلها أشياءٌ لا تنتهي
رغم إنزواءها اللامحسوس
إلا انها موجوده
تتراكم في عزلتها
لتتشكل سوياً
وتكون لنا البر والبحر ، الماء والشجر
تُشكل الحياة من جديد
بنفس الشخوص ربما
لكن بذاكرةٍ أعمق
لا شيء ينتهي فعلاً يا سيدتي
هناك فقط من يرى نهاية
ومن يرى النهاية لا يعيش
وانا ما زلت حياً لم أمت بعد
أعلم ان لكلُ شيء قدراً يمضي له
لكني لا انتهي يا سيدتي
لا انتهي
و لا انتهاء يوماً لقصتي ..


..


قالت لي :إن الحب سيعيد الوطن المفقود فيك
قلت لها بيأس :لا وطن لي ..
قالت :لا إنسان بلا وطن ..للأوطان نموت ونحيا ..
دون علم او نشيد او مليك


أيُ وطن ؟!
وطن إختار الأجداد صيرورته لي ؟
!إنهم لا يصغون
حتى الجدران لا تصغي لي
تتشربني بصمت يقتلني
ولا أسمع احتجاجها على صُراخي
كُل شَيء يضيق بي يا سيدتي
الأرض تلفُظني
ولست طوباً لأرمى
رُغم ذلك
أؤمن اني سَأُطفِح الجدران يوما
وأنتزع الصدى إلي . .





قالت لي :سيتواطأ الليلُ ضدي
قلت لها :الليل لا يَقدر أن يُطفيء القمر
قالت :أشعلني . .


قد كُنت قبلها أدعي الله كل ليلة
" اللهم أعتقني .. كي أصير وميضاً من نور لا يبالي بأحد "
لم يعتقني الله
ولم أغدو وميضاً ولا حتى فراشة ضوء !
لكنه أرسل لي نوراً
رقَعت ثقوب روحي
نوراً أتت من سماء ثامنة
أشعلت الليل الكامن فيّ
ّوغمرتني


" وهيَّ .. كيف ؟ "

هي فاكهة الاغاني
فجرُ العِيد ، زقزقة العصافير التي تُحَلق للمرة الأولى
جمالية الألوان في محيط رمادي
هي لا توصف
ولا تتكرر ..لأنها لو كُررت لأصبح للشمس مداران
وانحرفت البوصلة لقِبلةٍ جديدة
وتغير قانون الجاذبية
وصارت الأرض أسرع !
هي رِسالةُ في العشق المستحيل
وكيف أنه يغدو ممكنا حقاً
إن انت اخلصت له وآمنت
وانا يا سيدتي الدليل !
ممتليءٌ بِها حد الفيضان
ممتليء ومؤمن ..عبق رائحتها في كل مكان
في الحدائق الغناء .. القبور المنسية .. والشواهد الصامته
كصمت الرحيل
بين ثغرات الأرصفة ، قهوة الصباح ، أخاديد يداي ، همهمة الريح للسحاب .
.كُنت الاقيها واهرب يا سيدتي
فالهروب كان دوماً مهنتي
اني لا أريد للحقيقة ان تُغرقني
او ان ترمقني هي
بعينيها الواسعتين الحلوتين
وحده - الله - يَدري
كيف للأفلاك ان تتثاءب
في فضاء لا يَسعُ ثَغرها
وحده - الله - يَدري
كيف تغدو الحِسان ظِلالاً لها
وحده - الله - يدري
كيف أني أريد قبائل كشلالات تنمو مثلها
أريد ان اتكاثر يا سيدتي
اتكاثر وانصهر لإختفي تماماً وتبقى هيَّ ..
وحده - الله - يَدري
كيف يمكن للحياة أن تستمر دونها
و كيف ان كُلَ العزاءات الفاشلة و كُلَ غوايات الدنيا لن تقيني عبثية الموت بعدها


" و أين هي ؟ "

هي فيّ
ّتتلبسنى دائما
واغدو أرجوحة
أطير مع كل ريح شرقية
تقود رائحتي إليها
تبحث عنها ذراتي
تتجنح وتطير ..


" لمّا تُحدثني عنها ؟ "

لا أستوعب وقتي دونها يا سيدتي
لا أستوعبه ..
كيف هي الحياة رتيبة مملة تَمضي دونها
ارادت مني يوماً ان التهم لها الحبر
اكتشفت حينها انني لا اقوى
لا اقوى على مخاطبتها يا سيدتي
ولا على الكتابة لها
تحتاج الأرض دوما ًسحاباً يُطفيء الشمس
كي تفيض برموشها بعيداً عنها
وانا كذلك يا سيدتي
احتاجُ سَحابً يفيض بي ..


مُذ أن صادفتها
سؤال واحد يداهم ذهني باستمرار يا سيدتي
أهي المفتاح الضائع لعلبة أسراري ؟!
إكشفي لي الغيب وقولي


" وحده - الله - يدري "


..


قالت لي :عد كما أنت
قلت لها :سأهبك هدية
قالت لي :الهدية أن تمنح شيئا من ذاتك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
شيءٌ من ذاتي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
سعيد الشوادفي :: منتدى الشعر والخواطر-
انتقل الى: