ا زال ويكيلكس في جعبته الكثير من المعلومات السرية ، ولا زال يقوم بنشرها تباعاً بشكل يومي كما وعد ، تتناقلها وسائل الإعلام بشغف ويترقبها الناس مع النشرات الأخبارية على مدار الساعة بينما يضوج البيت الأبيض وأركان الولايات المتحدة على هذه المعلومات التي تسربت الى ايدي الأعلام وخرجت من دائرة السرية التي كانت تخضع اليها .
ولهذه المعلومات أهمية متنوعة وهي تشمل معظم دول العالم ، فمنها ما يكشف أهداف استراتيجية للولايات المتحدة سواء على المدى القصير أو الطويل ، ومنها ما يرتبط بعلاقات الولايات المتحدة وتحالفاتها ، ومنها ما هو يقع في جانب السخرية من بعض القادة والرؤساء ، ومنها ما هو ذو طبيعة إقتصادية ومالية وغيرها من المعلومات التي تنتدرج في اطار المعلومات الاستخباراتية الأمنية التي تجمعها اجهزة الأمن الأمريكية من كل دول العالم وبوسائل متعددة ومختلفة من بلد الى آخر وهي حرب معلوماتية لها طابعها الأمني الذي تهدف من خلاله الولايات المتحدة الحفاظ على مكانتها والسيطرة وبسط النفوذ والهيمنة على العالم وقد تكون بذلك الدولة الوحيدة في هذا العالم التي تمتلك المخزون الأكبر من المعلومات ، وقد جاء ويكيلكس ليكشف بعض من هذه المعلومات التي استطاع الحصول عليها بواسطة عملية إختراق محوسبة كما يدعي وكان ما كان من فضائح ومعلومات وما سيكون منها في المستقبل اذا ما استمر هذا الموقع بنشر الوثائق تباعاً في كل يوم .
اليوم ووسط الكم الهائل من الوثائق التي كان للفلسطينيين منها كم لا بأس به في شتى النواحي والجوانب ، خرجت وثيقة هامة لها العديد من المدلولات ، هذه الوثيقة جاءت على لسان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو والتي تحدث فيها عن الرئيس الفلسطيني محمود عباس حيث انه قام بوصفه بانه الرجل الاخطر عربياً وفلسطينياً على اسرائيل عبر التاريخ وانه يضر بصورة اسرائيل بالخارج على حد قوله ولم يكتفي بذلك بل طالب اللوبي اليهودي في امريكا بالضغط على الادارة الامريكية كي يقوموا بالضغط على الرئيس محمود عباس وبالتالي يسهل على اسرائيل التخلص منه حسب زعمه.
الوثيقة التي خرج بها اليوم موقع ويكيلكس لا تتحدث عن نوايا اسرائيل بالتخلص من الرئيس الفلسطيني بل انها تحمل معها العديد من الدلالات والتي أهمها هو ما تحدثت به الوثيقة عن أن اسرائيل قامت بمحاولة اضعاف الرئيس عباس وذلك من خلال تقوية حركة حماس واستخدامها ضده وذلك للنيل من شعبيته التي يعود في نفس التقرير ويعترف نتنياهو بانها زادت رغم كل ما فعلته اسرائيل ضده ، وبالتالي يفسر هذا التقرير حقيقة الإنقسام الذي جرى ويوضح مسألة في غاية الأهمية متفقين عليها مسبقاً وهي أن المستفيد الوحيد من هذا الانقسام هو اسرائيل وان استمراره لا يخدم الا المصالح الاسرائيلية التي تتطلع الى ابقاءه لاضعاف موقف القيادة الفلسطينية والرئيس الفلسطيني في المحافل الدولية والعالمية ، ويضع الفصائل الفلسطينية كلها أمام ضرورة اتمام ملف المصالحة كواجب وطني والعودة الى الشرعية الفلسطينية وتوفير الدعم الكامل للرئيس الفلسطيني المستهدف والذي تحيك له اسرائيل المؤامرة بالخفاء وبشكل مختلف وتريد النيل منه فهو يهدد صورتها أمام العالم ويكشف حقيقتها ويعمل على بناء الدولة الفلسطينية ومؤسساتها الأمر الذي لا يروق لها ولا يخدم مصالحها وبالتالي تسعى الى محاربته من خلال تجنيد الدعم واستغلال النفوذ الصهيوني في الولايات المتحدة لإضعاف موقف الرئيس الفلسطيني .
المؤامرة التي خطط لها نتنياهو وكشف عنها موقع ويكيلكس هذا اليوم جاءت لتفضح سياسة الحكومة الاسرائيلية التي تستهدف القيادة الفلسطينية وتستهدف العملية السلمية برمتها وتكشف حقيقة هذا الكيان الذي لا يريد السلام ولا يسعى لتحقيقه بل يهدف الى تكريس الإحتلال على الأرض .
فهل ستعي الفصائل الوطنية والاسلامية الفلسطينية خطورة ما يجري ومايتهدد القضية الفلسطينية ؟ سؤال وحدها المرحلة القادمة ستجيب عليه وستكشف مدى وعي فصائلنا الوطنية .
الأحد يناير 09, 2011 10:42 am