سعيد الشوادفي
سعيد الشوادفي
سعيد الشوادفي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدي عام
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الفضيلة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
زهره النرجس

زهره النرجس


عدد المساهمات : 435
تاريخ التسجيل : 29/10/2009

الفضيلة Empty
مُساهمةموضوع: الفضيلة   الفضيلة Icon_minitimeالجمعة أبريل 23, 2010 12:27 pm

كلمة معروفة المعنى ؛ وهي عكس النقص ، والنقيصة والنقيص ، وتعني أيضا الدرجة الرفيعة في الفضل ؛ فيدخل في معانيها كل ما طاب من الكلمات الإيجابية ،مثل : الصدق ، والحب ، والرحمة ، والتعاون ، والنقاوة ، والمودة ، والإخلاص ، والشرف ، والإحسان والمعروف ، والخير ، والكرم ....
فهذه الكلمات هي محببة للإنسان ، ولكن كم من الناس فيه صفات الفضيلة؟!
إن كثيرا من الناس يفهم هذه الكلمة ، والقليل منهم من يطبقها بالعمل ، وذلك لأهداف دنيوية زائلة ، فيتخلوا عن الفضيلة .
فلو بحثنا عن الفضيلة عند أهل الصناعة ، فسنرى أكثرهم لا يصدقون في مواعيدهم ، ولا يتقنون أعمالهم ، وربما يغشون ، وقد يتهربون بالمماطلة والاحتجاجات والأعذار المنفرة ....
وقد نسوا هؤلاء وغيرهم قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - : ( إن الله يحب أحدكم . إذا عمل عملا أن يتقنه ) ، فإتقان العمل هو عبادة ، كإتقان الصلاة ، وإتقان الحج ، وإتقان الصيام وأي عمل تعبدي.
ولو بحثنا عن الفضيلة عند التجار ، لرأينا الغرائب والعجائب ، فمنهم من يبيع البضائع الفاسدة التي انتهى تاريخها ، فيمحو التاريخ القديم ، ويضع تاريخا جديدا . فهذا نوع من الغش والقتل، وقد يكون التاجر لصا محترفا ، فهو يعلم أن الناس بحاجة للسلع التي يبيعها ، فيرفع السعر بأضعاف مضاعفة ، ويعتبر ذلك نوعا من الفهلوة والذكاء.
يحق للتاجر أن يربح ، أما أن يكون ربحا فاحشا فهذا استغلال ، وكذب ، وغش ، وسرقة ...
ولو فتشنا عن الفضيلة عند الأغنياء ؛ لوجدناها راحلة عن الكثير منهم ، فمنهم من يملك المال الوفير ، ويجده أشد الناس بخلا حتى على نفسه وأهله ، ومنهم من يكرم نفسه وأهله ، ويكون شديد البخل على الفقراء والمحتاجين من ذوي القربى وعامة الناس .
والكثير منهم لا يخرج زكاة أمواله ، ولا يتصدق ، ولا يسير باصلاح أو معروف ؛ لأنه يقيس الأمور بالمال .
ولو فتشنا عن الفضيلة عند أهل القضاء ، لوجدنا العجائب ، فبعض القضاة ممن يسمون أنفسهم (قضاة ) لا يحكمون بشرع أو دين ، وإنما يحكمون بحسب المعرفة ، فإن كان أحد المتخاصمين معروفا للقاضي – ولو كان ظالما - فإن القاضي يحكم لصالحه . ولا يحكم بالعدل .
ولو ذهبنا للمحاكم لرأينا المظلوم ظالما والظالم مظلوما ، فالقاضي يعتبر نفسه عادلا كلما طبق القانون بإخلاص ، حتى يبقى جالسا على مقعده ، وكي ترفع رتبته لمنصب أعلى . من الذي وضع القانون يا أيها القاضي ؟! أليس الإنسان ؟!.
أين قانون الله ؟!.
إن وظيفة القاضي إنصاف المظلوم ، وضرب يد الظالم ،وإعادة الحق لأصحابه . لا تخافوا يا أيها المظلومون ، ( إن ربك لبالمرصاد ) .
فتلك أمثلة قليلة من تخلي الناس عن الفضيلة ، مع العلم أن الناس ما عادوا يحسبون حسابا للفضيلة ، لا أقصد كل الناس ، فالمهم عند الناس المصلحة مهما كلف ذلك من سجايا حقيرة ، من كذب ، وغش ، وخداع ، وتحريض ، وتزوير ، وأنانية ، ورشوة ، وشهادة زور ، وإفساد .
إن إدعاء الفضيلة، ولبس ثوبها وردائها، ليس بالأمر الصعب ، إذ من السهولة خداع الناس ، ولكن المهم في الأمر هو الاعتقاد القلبي والعقلي بها وتطبيقها بالفعل لا بالقول فحسب.
ما أجمل الحياة بالفضلية والفضلاء! ما أجمل أن ترى صديقا يخلص لك! ولا ينم عليك! ولا يحمل حقدا عليك! ولا يطمع فيك! .
فهل الرذيلة أفضل من الفضيلة؟!
- ستقولون : لا ، ولكن انظروا حولكم ، فماذا ترون؟ وافتحوا آذانكم، ماذا ستسمعون؟
الجواب معروف...
الحياة جميلة إذا عودنا أنفسنا على كل ما هو طيب ومفيد، فنسمع ما يبنينا، ويبني أسرنا، ونعمل ما يرفعنا من عالم ضائع إلى عالم صاعد إلى مرتبة الأنبياء والصديقين والصالحين... عالم أهل الفضيلة وهو عالم الجنة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الفضيلة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
سعيد الشوادفي :: المنتدى الادبى-
انتقل الى: